من وسائل مواجهة الفقراء للمجاعات في المغرب خلال العصر الحديث ( نماذج من القرنين 16 و 17 م) pdf
أضحت معظم الإزم الناتجة عن الأوبئة والمجاعات التي ضربت المغرب في العصر الحديث معلومة بفضل بعض الأبحاث والدراساته. وغني عن القول إن الأوبئة الفتاكة إذا كانت تتفشي، في معظم الحالات، بين الناس بدون تمييز بين فئاتهم الاجتماعية وحظوظهم من الثروة، وإن كان غالب ضحاياها من الفقراء والمسنين وحديثي السن، فإن المجاعات، على العكس من ذلك، تنتقي" ضحاياها من بين الفئات الفقيرة والمعدمة وقد تلحق بهم أعدادا مهمة من بين متوسطي الحال، لاسيما إذا امتدت الفترات طويلة ونذر مخزون الناس من القوت أونفد بالمرة.
والملاحظ أن الشعور بالضيق والحرج تتسع دائرته وتشتد حتته كلما طال أمد الأزمة وتفاقمت أحوال الناس واتسعت قاعدة المحتاجين والجياع، إلى أن تتخذ سلوكات الأفراد والجماعات شكلا من أشكال التعبير الجماعي، الذي يتصاعد بالتدريج إلى أن تنفلت الأمور من عقالها وتخرج أحيانا عن المألوف...
المصدر: الأيام الوطنية العاشرة : المجاعات والأوبئة في تاريخ المغرب المؤلف الرئيسي: أستيتو، محمد
التاريخ الميلادي: 2002
الناشر: الجمعية المغربية للبحث التاريخي
مكان انعقاد المؤتمر: الجديدة
تعليقات
إرسال تعليق